العواد
عدد المساهمات : 677 تاريخ التسجيل : 13/08/2011
| موضوع: ماذا أعددت لعامك الجدي الإثنين يناير 02, 2012 8:23 pm | |
| ماذا أعددت لعامك الجديد
.ماذا أعددت لعامك الجديد
الحمد لله يولج الليلفي النهار ويولج النهار في الليل , سخر الشمس والقمر وجعلها آيتان على بديع صنعهوكمال قدرته وجلال سلطانه , أحمده سبحانه وأثنى على كمال إحسانه , والصلاة والسلامعلى خير من تدبر وتفكر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إما بعد :
ففي تواليالأعوام عبراً وتذكرة للمتذكرين , وفي أفول الأزمنة آيات للمتبصرين , سنوات تمضيعلى العباد , وأياماً وشهوراً تنقضي من الأعمار , والعاقل من جعل هذه الآيات سبيلاًللتفكر, وميدان رحباً للتبصر.
أي غفلة أعظم من تمر الأعوام وتنقص الأعمارولا تتأثر النفوس , ولا تتعظ القلوب .
إن دخولك في عام جديد – أيها المسلم– يعني زوال عاماً بأكثر من ثلاثمائة يوم قد مضى من عمرك , به ابتعدت عن دنياك , وقربت من قبرك , وآذان بلوغك الحساب , فينبغي أن يكون لهذا أثراً في النفس , ومراجعة في الحسابات - على أننا لا نعتقد أن لنهاية العام مزية أوله أحكام خاصة , بل هو تأريخاصطلح عليه صحابة النبي عليه الصلاة والسلام لضبط أمور الناس - ولكنهفي الوقت ذاته حَدَثٌ يتذكر به الإنسان , وأنه إيذاناً بانقضاء الزمان وذهابالأجيال , وزوال الدنيا ونهاية الأعمار , ولكن لما رانت الغفلة على القلوب , وأثقلحب الدنيا كواهل النفوس ركنا لها , وظننا أننا فيها مخلدون .
والمتأمل في آيالقرآن وهي تتحدث عن الحياة الدنيا يجد وصفاً صادقاً لها , ,وتحذيراً للعباد منالإغترار بها , ونهياً عن الركون إليها لأنها متاع الغرور , يقول سبحانه : " وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَالسَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُالرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً «45» الْمَالُوَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌعِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ( الكهف:45) فهي الظل الزائل , والطيفالزائر , وهي متاع الغرور الذي اغتر به أقوام ندموا على غرورهم بعدما عاينوا حقائقالأشياء في زمان لم ينفع فيه الندم , ولم تجدِ فيه الحيلة .
ويقل وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ " ( يونس 45) . فكما أنهم كانوا إذا التقوا لم يمضُعليهم إلا ساعة من نهار ثم يفترقون , فكذلك هي الدنيا في مقدار زمانها .
ولذا ذكر الله حال أعدل الأقوال وأنصفها لحقيقة الدنيا ساعة اجتماعالمجرمين للحساب فقال سبحانه يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ) [ طه 102-104
فالناصح لنفسه من عرف حقيقة الدنيا ولم يركن لها , بلجعلها سببيلاً إلى الفوز بالنعيم المقيم في جنة رب العالمين .
والدنيا لاتُذم لذاتها وإنما لصنيع أهلها فيها , فمن كسب مرضات الله , وكسب الحسنات إنماحصلها حال بقائه في الدنيا .
وكذا الشريعة الغراء لم تأمر أتباعها بتركها , وإنما نهتهم عن الركون لها والإغترار بزهرتها الفانية .
أخي الحبيب أختيالمباركة :
من نظر إلى هذه الأزمنة التي نعيشها رأى كثرة الفتن , وكثرةالمصائب التي حلت ببني الإسلام ,وأطلت علينا من كل مكان , ولقد حذرنا رسول الله صلىالله عليه ومن الفتن ووصف لنا ما يقينا من شرها , جاء في صحيح مسلم من حديث أبيهريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بادروا بالأعمالفتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيعدينه بعرض من الدنيا )) ففي هذا الحديث يرشدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام - وهوخير من نصح - بالمبادرة إلى العمل لأن بها الحصن الحصين من الفتن , والسياج الحافظمن الإحن .
كم يحدث لأناس من تحولات وتغيرات بسبب بعدهم عن منهج ربهم , وتقصيرهم فيما أوجب الله عليهم . كم تغير من خلق كانوا من أهل الإستقامة والصلاحفنكصوا على أعقابهم , وارتدوا على أدبارهم خائبين - خسروا الدنيا والآخرة ذلك هوالخسران المبين .
ولقد أظلت في هذه الأزمنة فتنٌ ما عهدناها من قبل , فُتنبها أناسٌ من بني جلدتنا , ويتكلمون بألسنتنا , ورأينا للأسف الشديد دفاعاًمستميتاً في سبيل غرسها في الأمة لأناس فُتنوا بما عليه الكفار فأرادوا تصديره لأهلالإسلام , وعند هذه الفتن وغيرها تعظم الحاجة لهذا الدعاء العظيم " يا مقلب القلوبثبت قلوبنا على دينك " لأن المرء يرى هذا التساقط المخيف , وذلك الإنجراف المنذربالشؤم خلف التيارات الهدامة التي تُدعم وتُزخرف لها الأقوال لتزيينها لتروجها بينالمسلمين .
يا موفق
هذه الأيام هي بداية عام هجري جديد لكل واحدمنا , ينظر الله إليه – وهو أعلم – ليرى ما هو صانع .
وعودة قليلة للوراءسنين قليلة بل وأشهر قريبة وأيام يسيرة, يتذكر كل واحد منا كم فقد خلالها من عزيزوحبيب , وصديق وقريب , كان في عمره ويعيش معه , يحيا سويا بآمال عريضة خططوا فيهالمستقبلهم وحياتهم , فإذا يد المنون تخترم هذه الأماني , وتخترق تلك الآمال , ليصبحأحدهم خبراً بعد عين , وأثراً بعد ذات , وبقينا أنا وأنت بعدهم زمناً لا ندري متىينقضي آخره وعلى أي حال سيكون رحيلنا ؟ اللهم إنا نسألك حسن الختام .
إنبقاء المرء يوماً واحداً نعمة وهبة من الله فكيف بأشهر وأعوام يتزود منها خيراًكثيراً , وزاداً عظيماً , جاء في الحديث الصحيح : " ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام ، لتكبيره ، و تحميده ، و تهليله " فاحمد الله على هذه النعمةواغتنمها فيما يقربك من الله تعالى , فاليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل .
ثم اعلم أن كل يوم من أيام أعمارنا إما يحصل لأحدنا تحصيل خير فيه واكتسابمنقبة , أو يكون شؤم عليه وحجة يُحاسب عليها يوم يقف بين يدي ربه عز وجل , فلا وقوففي الطريق البتة فالمرء إما في تقدم في اكتساب الصالحات , أو متأخر مفرط تلحقهالحسرات , قال تعالى " لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ " ( المدثر37)
أخيرعاك الله
إن من صفات المؤمن الحق أن يكون عالي الهمة , رفيع الرغبة فيتحقيق معالي الأمور التي تنفع صاحبها في الدارين جاء في الحديث" إن الله تعالى يحبمعالي الأمور، وأشرافها، ويكره سفسافها " الجامع الصغير .
فهو لا يرضىبالدون إذا كان قادراً على تحقيق المعالي , ولا تطاوعه نفسه على أن يكون في مؤخرةالركب وهو قادر على أن يكون في المقدمة , ولما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بعددأبواب الجنة وأنها ثمانية نهضة نفس أبي بكر الصديق التواقة إلى أعلى المنازل فتمنىالدخول من الأبواب كلها , جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : من أنفق زوجين في سبيل الله ، نودي منأبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ،ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام دعي من بابالريان ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة . فقال أبو بكر رضي الله عنه : بأبي وأمي يا رسول الله ، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يدعى أحد منتلك الأبواب كلها ؟ . قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم " .
فانظر إلى الهمةوتأمل في هذا السمو , ولعل هممنا مع بداية العام أن تعلوا وترتفع لبلوغ أعلىالمنازل , وتصل إلى أعلى الدرجات , ولقد كان رسول الهدى عليه الصلاة يربي أصحابهعلى الهمم العالية فكان يقول لأصحابه : " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنها وسطالجنة و أعلاها و فوقها عرش الرحمن و منها تفجير أنهار الجنة " صححهاللألباني
وبداية هذا العام الجديد فرصة لتربية النفس وتعويدها على طاعاتربما كانت في تكاسل عنها, واعلم أن هذه الطاعات والعبادات هي خير زاد لك إذا رحلتمن دنياك .
ولعل من أعظمها المحافظة على صلاة الجماعة فكن من المسارعين لها , السابقين لدخول المسجد وفي التهجير ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّرَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا فِيالنّدَاءِ وَالصّفّ الأَوّل، ثُمّ لَمْ يَجِدُوا إِلاّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِلاَسْتَهَمُوا. وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ،وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصّبْحِ، لأَتَوْهُمَا وَلَوْحَبْواً".
داوم على السنن الرواتب وهي ثنتي عشرة ركعة في كل يوم يُبنى لكبها بيتٌ في الجنة , فعن أم حبيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلىفي يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدهاوركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر" قال الترمذي حسنصحيح. وتأمل في حال الرواة لهذا الحديث , المتاجرين مع ربهم , قالت أم حبيبة : فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عنبسة فما تركتهن منذسمعتهن من أم حبيبة وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة وقال النعمانبن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس , فلعلك تكون مثلهم أيها المؤمن وتقول : ما تركتهن منذ سمعتها يوم كذا .
سمة الشرف للمؤمن لعلك أن تكون من أهلهابالمحافظة على صلاة الليل ولو بركعات يسيرة وفي الحديث : " .. واعلم أن شرف المؤمنقيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس» رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذريوالألباني .
اجعل لك ورداً من القرآن تقرأه كل يوم لا تُخل به وليكن جزاءًمن القرآن لتختم كتاب ربك في كل شهر مرة ولقد كان صحابة نبيك عليه الصلاة والسلاميختمون القرآن الكريم في كل أسبوع مرة فلا أقل من أن تختمه كل شهر مرة .
عودنفسك على أذكار الصباح والمساء فإنها الحصن الحصين لك من كل شر وفيها من الحسنات ماتفضل به الله على عباده . ليكن لك نصيب من صيام النافلة ولو كل شهر ثلاثة أيام .
تعاهد رحمك بالصلة وجيرانك بالزيارة ومرضى المسلمين بالعيادة وجاهد النفسلفعل هذه الأعمال وغيرها من أعمال البر والإحسان .
يامن يرجو الخيرلنفسه
مع بداية العام جميل للمؤمن أن يقف نفسه وقفة صادقة لينظر لإيمانه هلفي ازدياد أم نقصان ؟
حريٌ به أن يكون متبصراً في الأمور التي كانت سبباً فيزيادة إيمانه فيرعاها ويداوم عليها , ويتأمل في الأسباب التي كانت سبباً في ضعفإيمانه فيجاهد نفسه في الإبتعاد عنها والحذر منها .
إن الترقية الإيمانية منأهم مطالب المؤمنين الصادقين مع ربهم وهي التي ترفع صاحبها عندربه , وتبلغهالدرجات العلى . وما ارتفع من ارتفع ممن سبق وكان لهم قدم الصدق في تاريخ الأمةوالثناء من الناس إلا بإيمانهم وتقواهم , كانوا شديدي المراقبة لقلوبهم , عظيميالصدق في المحاسبة , على يقين أنه لا نجاة إلا بالصدق مع النفس والنصح لها والعملعلى ترقية الإيمان وتقوية الإخلاص .
كم يشكوا كل واحد منا من ضعف الصلةبالله وقلة الخشوع في الصلاة وجشع النفس وعدم قدرتها على الإنفاق
وعدمصبره على الصيام وقيام الليل وتلاوة القرآن والجلوس للذكر والدعاء والمناجاة , فجدير بنا أن نجتهد في التخلص من كل خلق مذموم وعادة سيئة , ولو فشلنا نعود مرةأخرى حتى وان استغرق الأمر عمرنا كله .
يا عبد الله ويا أمةالله
هاهو العام الجديد ينزل بنا مستحضرين فضل الله علينا بمد أعمارنا , متذكرين من مضى من الأموات الذين انقطعت آمالهم , وارتهنوا بأعمالهم , فبادر عمركقبل الفوات _______________ ___ |
|
محمد عبد المحسن القزازي .
عدد المساهمات : 390 تاريخ التسجيل : 27/01/2011 العمر : 56
| موضوع: رد: ماذا أعددت لعامك الجدي السبت يناير 07, 2012 2:10 pm | |
| الله الله عليك يافنان تسلم ايديك وجعله الله في ميزان حسناتك |
|